"مَن أنا لأقول لكم ما أقول لكم"*
عزيزي دفتر اليوميات ...ء
لا جديد!ء
اليوم كأمسٍ كأوله .... عقدٌ، حبة بكاء على ذكرى، وحبة خوف من آتٍ، بينهما حبة التهاءٍ بدنيا بعيدًا عن الأحبةِ/مصدرِ الضوء فيها.ء
أطلي كل يومٍ نفسي بطبقةٍ عازلٍ إضافية مخافةَ جُرح وأمثل فصلًا آخرًا تحت عنوان التظاهر بالصلابة
أحاول جهد الأمل أن أتخلص من مَسحة الإحباط التي تشوب كل أحاديثي، كما أحاول بناء سدٍ على قناتي دموعي
عزيزي دفتر اليوميات ...ء
قص على شرود النهار اليوم قصة، عن فتاةٍ بعيدة أحبت في أواخر عشرينياتها كما ينبغي للمراهقات! بنشوةِ براءةٍ مؤجلة، وبراءة نشوةٍ أُمٍ كاملة تشتاقُ إلى جنين تحمله.ء
وعندما كانت قاب قوسين أو أدني من لَمس حُلمها، وَدَعته على رصيف قطار! مَضَت في طريقِ نحو نجاح، وهو على الجانب الآخر من زجاجِ النافذة، تتشبثُ نظرته بعينيها، يودعها بعينٍ تتمنى لها التوفيق وأخرى تلمؤها دموع دافئة تتمنى لو تبقى ولتذهب كل النجاحاتِ إلى الجحيم!ء
رَحَلت، طأطأ رأسه عائدًا بعدما انقطع الرابط بين عينيهما وانقطع معه الوصال .... ولكن ظلت عيناه عالقتين بزجاج النافذة تصاحبها كلعنةِ نَدَم.ء
لم يكن على الطريق علامات مميزة! خواء! لا شيء يستحق الذكر سوى أشجار الصبار المطأطأة من طول ما عطشت وآثارُ حريق.ء
بعد القطار طائرة وبعد الطائرةِ أخرى، وصلت في النهاية بعد طولِ سَفر ابتدأ من عند وجهتها وانتهى في أبعد نقطةٍ عنها.ء
ألقت على أعتابِ المدينة الجديدة ما عَلق من رمادِ الطريق والحلم، وفي غرفةٍ ليست غرفتها أفرغت حقيبتها وارتمت على سريرٍ واحتضنت وسادة!ء
___________________________________________
*محمود درويش، قصيدة لاعب النرد