عن العجز:
فراشة في وعاءٍ زجاجي محكم الغلق، ترى الفضاء ولا تلمسه
سجينُ رأيٍ
طفل حدثته أمه للتو عن الخلق فشكل صلصاله عصفورةً وحاول أن ينفخ فيها بعض روح
عني وعنك
عن الخذلان:
عن كيف وقعت قطتي من على حافةِ السور وكسرت ساقها واستكثرت عليّ وعليها التعافي قبل أن تكسر قلبي مرتين
عن تلك المرةِ التي متُّ فيها، أصابتني رصاصة، ولم تكن هنا لتلتقط النبضة الأخيرة
عن كل المرات التي حضرت فيها بعد الموعد، متعللا بحجج تافهة، حاملًا باقة زهرٍ باللون الخطأ
عن الغياب:
وكل الخيانات التي ارتكبتها خلاله
مغازلة أي فتاةٍ عابرة
المرور بكل كبرٍ بضريح الحكاية/حكايتنا دون سلامٍ أو قراءة الفاتحة
عن البيت الذي ما عاد بيتًا والطفل الذي ولد وكبر ولم تره، لن تميزه إذا ما صادفته يدخن سيجارة رديئة
عن الطفلةِ التي امتهنت البغاء من أجل الطعام
وعن الأطفالِ الذين ولدوا معنا في العام ذاته وصرخوا الصرخة الأولى ولم تخلُ ملامحهم من البراءة ذاتها التي في وجهِ الشهيدة حتى كبروا واختاروا/اختير لهم أن يصيروا قتلةً مأجورين
عن الفراشِ الذي لم يعد دافئًا أو طريًا، وعن دميتي التي صار احتضانها يؤلم، وعن هذا الألم في الصدر الذي كلما شعرتُ بوخزه تحسستُ قلبي من بين الضلوع لأتأكد أنه لا زال نابضًا في مكانه لم يسقط مني وأنا أحاول الهرب
عن الذي أحببته وكذبت وقلت لا أحب، وعن الذي قلتُ له أحب وكَذِب
عن الأم التي ألقت وليدها فوق كومة القمامة، عن الوطن.....